Kamel Bourdib ( المكناسية )



91
191230

قصيدة الدار (المكناسية) للشيخ القطب 🔸عبد القادر العلمي المكناسي🔸 وهي قصيدة مبنية حول حادثة مفادها أن هناك رجال كانوا يحقدون على الشيخ ويتمنون موته أو إخراجه من مكناس أو أن يروه مشردا يعيش عيشة الذل والقهر، فسارعوا إلى النصب عليه، وأخذوا منه داره التي كان يسكنها وجعلوه بالفعل مشردا في الشوارع تائها حائرا لا يدري أين سيتجه، مما اضطره إلى مغادرة مكناس نحو مدينة أخرى إلى آخر الحكاية، وقد تعمدت أن أصف الحدث بالحكاية أو الحجاية ولم أقل القصة، لما يتخلل الحكاية من أحداث أسطورية ليست من مقومات القصة، وبالفعل اختلف الباحثون حول مصداقية هذه الرواية المفهومة من ظاهر النص، هل هي حقيقة أم خيال؟ وأدلى كل برأيه وأدلته في المسألة، وشخصيا أرى أن هذا الحدث مختلق يسعى من خلاله الشاعر بطريقة رمزية إلى استقراء النفس الإنسانية، وإطهار مفاسدها ومكامن الخلل فيها إلى جانب تنبيه الغافلين إلى حقيقتهم الإنسانية وأنهم في النهاية سيعودون إلى التراب الذي خلقوا منه، ولا يمكن أن يكون ما يفهم من ظاهر النص حقيقيا أولا لأن العلمي رجل متصوف زاهد في الدنيا، ثانيا أنه كان من المحترمين والمقدرين في مدينة مكناس، ثالثا أنه حسب ما أشار إلي به أحد الإخوة من أشياخ مكناس كان قد وهب دارا من أجل الإحسان إلى الأرامل، مما يثبت أنه لم يكن يملك دارا واحدة، رابعا أن الشيخ العلمي كان صاحب السلطان والكل يعرف هذا، ولا سبيل للنصب على صديق السلطان، زيادة على أننا قمنا بذكر الأسباب التي دفعت شيخنا إلى مغادرة مكناس نحو مراكش وفاس بعدها في التقديم الذي وضعته من أجل قراءة قصيدة التوسل.

Published by: Génération Chaâbi Published at: 8 years ago Category: موسیقی